5%

الباب الثامن

1- في ينابيع المودّة (ص440)، نقلاً من كتاب فرائد السمطين لإبراهيم بن محمّد الحمويني الشافعي، في (ج2، باب 31)، حيث أخرج بسنده، عن مجاهد عن ابن عبّاس، قال: قدم يهودي يقال له نَعثل فقال: يا محمّد، أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أجبتني عنها أسلمت على يديك، قال:

  « سلْ يا أبا عمارة،فقال: يا محمّد، صف لي ربّك. فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ( إنّ الله ) لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلّ وعلا عمّا يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، قريبٌ في نأيه، وهو كيّف الكيف، وأيّن الأين، فلا يقال له: أين هو، منقطع الكيفية، والأينونية، فهو الأحد الصمد، كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يَلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، قال: صدقت يا محمّد، فأخبرني عن قولك: إنّه واحد، لا شبيه له، أليس الإله واحد والإنسان واحد؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

( الله ) عزّ وعلا، واحد حقيقيّ أحدي المعنى، أي لا جزء له ولا تركيب له، والإنسان واحد ثنائي المعنى، مركّب من روح وبدن، قال: صدقت، فأخبرني عن وصيّك، من هو؟ فما من نبيّ إلاّ وله وصيّ، وإنّ نبينا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، فقال: إنّ وصيّي عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) ، وبعده سبطايّ الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمّة من صلب الحسين، قال: يا محمّد فسمّهم لي، قال: إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ