5%

الباب السادس عشر

1 - منهم ، العلاّمة الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي النيسابوري، الفقيه الشافعي (المتوفّى سنة 458 هـ) فإنّه ذكر في كتابه شُعب الإيمان، وقال:

اختلف الناس في أمر المهدي، فتوقف جماعة وأحالوا العِلم إلى عالمه، واعتقدوا أنّه واحد من أولاد فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، يخلقه الله متى شاء، يبعثه نصرة لدينه.

وطائفة يقولون: إنّ المهدي الموعود، ولِد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو الإمام الملقّب بالحجّة القائم المنتظر، محمّد بن الحسن العسكري، وإنّه دخل السرداب بسرّ مَن رأى، وهو مختفٍ عن أعين الناس، مُنْتَظَرٌ خروجه، ويظهر ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، (ثمّ إنّ البيهقي أجاب القائلين بامتناع بقائه إلى هذا الحين لطول الزمان)، فقال: ولا امتناع في طول عمره وامتداد أيّامه؛ كعيسى ابن مريم والخضر (عليهما السلام)، وهؤلاء (القائلون ببقائه وطول عمره) هم الشيعة، وخصوصاً الإمامية منهم، قال: ووافقهم في - ما أدّعوه في المهدي (عليه السلام) - عليه جماعة من أهل الكشف.

قال بعض علماء الإمامية: إنّ المراد من الموافقين من أهل الكشف غير الشيخ محيي الدين، والشعراني، والشيخ حسن العراقي؛ لأنّ البيهقي متقدّم على هؤلاء، ولأنّ وفاته كانت (سنة 458) والشيخ محيي الدين والشعراني والشيخ حسن العراقي وجِدوا بعده، لأنّ وفاة محيي الدين كانت (سنة 638) كما صرّح به الشيخ حسن العراقي، وهكذا الشعراني