11%

فبك إلهنا نستجير يا عليم يا خبير، من نؤمل لفكاك رقابنا غيرك ومن نرجو لغفران ذنوبنا سواك، وانت المتفضل المنَّان، القائم الدّيان العائد علينا بالإحسان، بعد الاساءة منا والعصيان. يا ذا العزة والسلطان والقوة والبرهان، اجرنا من عذابك الاليم، واجعلنا من سكان دار النعيم، يا ارحم الراحمين.

فصل في مدحه واستلامه الحجر الأسود عليه السلام

روى الشيخ الكشي وغيره عن ابن عائشة ان هشام بن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك، وطاف بالبيت فأراد ان يستلم الحجر فلم يقدر عليه من الزحام فنصب له منبر فجلس، واطاف به اهل الشام، فبينا هو كذلك اذ أقبل عليّ بن الحسينعليه‌السلام وعليه ازار ورداء من احسن الناس وجهاً واطيبهم رائحة، و بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز فجعل يطوف بالبيت فاذا بلغ الحجر تنحى الناس عنه حتى يستلمه هيبة له واجلالاً، فغاظ ذلك هشاماً، فقال رجل من اهل الشام لهشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فافرجوا له عن الحجر، فقال هشام: لا اعرفه لئلا يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق وكان حاضراً: لكني أعرفه، وقال الشامي: ومن هذا يا ابا فراس فقال:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلُّ والحرمّ

هذا ابن خير عباد اللّه كلهمُ

هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ

هذا عليّ رسولُ اللّه والدُهُ

امست بنورِ هداهُ تهتدي الاممُ

اذا رأته قريش قال قائلُها

الى مكارمِ هذا ينتهي الكرَمُ

ينمى الى ذروة العز التي قَصرتْ

عن نيلها عربُ الإِسلامِ والعجم