فصل في احوال الإِمام جعفر الصادق عليه السلام
قال السيد الشبلنجي الشافعي في نور الابصار في احوال ابي عبد اللّه الصادقعليهالسلام ما هذا لفظه: ومناقبه كثيرة تكاد تفوت عند الحاسب ويحار(١) في انواعها فهم اليقظ الكاتب، وروى عنه جماعة من اعيان الأئمة واعلامهم، كيحيى بن سعيد، وابن جريح، ومالك بن انس، والثوري، وابن عيينة، وابي أيوب السجستاني، وغيرهم، قال ابو حاتم: جعفر الصادقعليهالسلام ثقة لا يسأل عن مثله. قال ابن قتيبة في كتاب ادب الكاتب وكتاب الجفر: كتبه الإِمام جعفر الصادق بن محمد الباقر، فيه كل ما يحتاجون الى علمه الى يوم القيامة والى هذا الجفر اشار ابو العلاء المعري بقوله:
لقد عجبوا لآل البيت لما | اتاهم علمهم في جلد جَفْرِ | |
ومرآةُ المنجمِ وهي صغرى | تريهِ كل عامرة وقَفْرِ |
والجفر من اولاد المعز، ما بلغ اربعة اشهر، وانفصل عن امه.
وفي الفصول المهمة، نقل بعض اهل العلم، ان كتاب الجفر الذي بالغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن بن عليّ من كلام جعفر الصادقعليهالسلام وله فيه المنقبة السّنية والدرجة التي في مقام الفضل علية، انتهى.
وقال شيخنا المفيدرحمهالله : وكان الصادق جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسينعليهمالسلام من بين اخوته خليفة ابيه محمد بن عليّعليهالسلام ووصيه والقائم بالامامة من بعده وبرز على جماعتهم بالفضل وكان أنْبههم(٢) ذكراً واعظمهم قدراً واجلهم في العامة والخاصة، ونقل
____________________
(١) أي يضل ويجهل وجه الصواب.
(٢) أي اشرفهم واشهرهم.