11%

فالتفت المنصور الى أبي عبد اللّهعليه‌السلام فقال له: يا ابا عبد اللّه لا نزال من بحرك نغترف، واليك نزدلف(١) تبصر من العمى، وتجلو بنورك الطّخياء فنحن نعوم في سبحات قدسك، وطامي بحرك، قولهعليه‌السلام غير نازغ ولا زائغ، النزغ الظن والاغتياب والافساد والوسوسة، والزيغ الميل، والطخياء في قول المنصور الظلمة، ونعوم أي نسبح، ففي الخبر علّموا صبيانكم العوم أي السباحة وسبحات وجه ربنا جلاله وعظمته وقيل نوره وطما البحر، امتلأ) فانظر الى اعدائهم أقروا بفضلهم هل فوق ذاك فخر.

فصل في مكارم اخلاقه عليه السلام واقرار المخالفين بفضله

الصدوق عن مالك بن انس فقيه المدينة، قال: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام فيقدم لي مخدّة ويعرف لي قدراً، ويقول: يا مالك اني كنت احبك، فكنت أسرَّ بذلك واحمد اللّه عليه وكانعليه‌السلام رجلاً لا يخلو من احدى ثلاث خصال، اما صائماً واما قائماً واما ذاكراً.

وكان من عظماء العباد واكابر الزهاد والذين يخشون اللّه عزَّ وجل.

وكان كثير الحديث طيِّب المجالسة كثير الفوائد فاذا قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من كان يعرفه.

ولقد حججت معه سنة، فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان لكما همَّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد ان يخرَّ من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول اللّه، ولا بدّ لك من ان تقول، فقال: يا ابن ابي عامر كيف اجسر ان اقول لبيك اللهم لبيك، واخشى ان يقول عز وجل لا لبيك ولا سعديك.

____________________

(١) أي نتقرب.