17%

فصل في معاجز طفولته عليه السلام

روى الشيخ المفيد عن يعقوب السراج قال دخلت على ابي عبد اللّهعليه‌السلام وهو واقف على رأس ابي الحسن موسىعليه‌السلام وهو في المهد، فجعل يساره طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت اليه، فقال ادنُ الى مولاك، فسلم عليه، فدنوت فسلمت عليه، فرد عليَّ بلسان فصيح، ثم قال لي: اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها امس، فانه اسم يبغضه اللّه، وكانت ولدت لي بنت فسميتها بالحميراء، فقال ابو عبد اللّهعليه‌السلام : انته الى امره ترشد، فغيرت اسمها.

وفي ثاقب المناقب، قال اشتهر عند الخاص والعام من حديث ابي حنيفة حين دخل دار الصادقعليه‌السلام فرأى موسىعليه‌السلام في دهليز داره وهو صبيّ، فقال في نفسه: ان هؤلاء يزعمون انهم يعطون العلم صبية وانا اسبر(١) ذلك، فقال له يا غلام اذا دخل الغريب بلدة، اين يحدث، فنظر اليه نظر مغضب وقال: يا شيخ اسأت الأدب، فاين السلام، قال: فخجلت ورجعت حتى خرجت من الدار وقد نَبُلَ(٢) في عيني، ثم رجعت اليه وسلمت عليه وقلت: يا ابن رسول اللّه، الغريب اذا دخل بلدة اين يحدث، فقال (صلوات اللّه عليه)، يتوقى شطوط البلد (الانهار خ د) ومشارع الماء، وفيء(٣) النُزَّال، ومسقط الثمار، وافنية(٤) الدور، وجاد الطرق، ومجاري المياه ورواكدها، ثم يحدث اين شاء، قال، قلت: يا ابن رسول اللّه ممن المعصية، فنظر الي وقال: اما أن تكون من اللّه

____________________

(١) أي امتحن (منه).

(٢) أي كبر وعظم، والنبالة: النجابة والفضل.

(٣) أي الظل الذي يستريح فيه الواردون.

(٤) جمع فناء وهو الساحة او امام البيت.