5%

شططاً(١) واتعبناك، ولسنا نحب ان تلحقك مشقة، فارجع وليصلِّ بالناس من كان يصلي بهم على رسمه، فدعا ابو الحسنعليه‌السلام بخفه فلبسه وركب ورجع واختلف امر الناس في ذلك اليوم، ولم ينتظم في صلاتهم.

روى الصدوق عن عليّ بن ابراهيم عن ياسر الخادم قال: كان الرضاعليه‌السلام اذا رجع يوم الجمعة من الجامع وقد اصابه العرق والغبار رفع يديه قال: اللهم ان كان فرجي مما أنا فيه بالموت فعجّل لي الساعة، ولم يزل مغموماً مكروباً الى أن قبض (صلوات اللّه علّيه).

فصل في وفاة الرضا عليه السلام وسببها

روي ان المأمون لما ندم من ولاية عهد الرضاعليه‌السلام بإشارة الفضل بن سهل خرج عن مرو منصرفاً الى العراق، واحتال على الفضل بن سهل، حتى قتله غالب خال المأمون في حمام سرخس مغافصة(٢) ، واحتال على عليّ بن موسى الرضا حتى سمّ في علّة كانت اصابته.

روي عن الحسن بن عباد، وكان كاتب الرضاعليه‌السلام قال: دخلت عليه وقد عزم المأمون بالمسير الى بغداد، فقال الرضاعليه‌السلام يا ابن عباد ما ندخل العراق ولا نراه، فبكيت وقلت فآيستني ان آتي اهلي، وولدي، قالعليه‌السلام : اما انت فستدخلها وانما عنيت نفسي، فاعتل وتوفي بقرية من قرى طوس، وقد كان تقدم في وصيته ان يحفر قبره مما يلي الحائط بيته وبين قبر هارون ثلاث اذرع، وقال ياسر الخادم، لما كان بيننا وبين طوس سبعة منازل اعتل ابو الحسنعليه‌السلام فدخلنا طوس وقد اشتدت به العلة فبقينا بطوس اياماً فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين.

____________________

(١) أي جوراً وتجاوزاً عن الحد.

(٢) أي مفاجأة واخذاً على غرة (منه).