17%

فقال ابو جعفرعليه‌السلام : الحمد للّه اقراراً بنعمته، ولا إله الا اللّه اخلاصاً لوحدانيته، وصلى اللّه على محمد سيد بريته، والاصفياء من عترته، اما بعد، فقد كان من فضل اللّه على الانام ان اغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم، ان يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله، واللّه واسع عليم، ثم ان محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد اللّه المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمدعليهما‌السلام ، وهو خمسمائة درهم جياداً فهل زوجته يا امير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟ قال المأمون: نعم زوجتك يا ابا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ فقال ابو جعفرعليه‌السلام قد قبلت ذلك ورضيت به فأمر المأمون ان يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة، قال الريّان ولم نلبث ان سمعنا اصواتاً تشبه اصوات الملاحين في محاوراتهم، فاذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من الفضة يشبه الجبال (مشدودة بالحبال خ د) من الابريسيم على عجلة(١) مملوءة من الغالية فأمر المأمون ان يخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية، ثم مدت الى دار العامة فطيبوا منها، ووضعت الموائد، تأكل الناس وخرجت الجوائز الى كل قوم على قدرهم الخ.

فصل في ذكر بعض اخباره وبراهينه وبيناته عليه السلام

روي عن زكريا بن آدم قال: اني لعند الرضاعليه‌السلام اذ جيء بابي جعفرعليه‌السلام وسنه اقل من اربع سنين، فضرب بيديه الى الأرض ورفع رأسه الى السماء فاطال الفكر، فقال له الرضاعليه‌السلام

____________________

(١) العجلة: بالتحريك أي الآلة التي تحمل عليها الاثقال أي تجري عليها. او بمعنى الاستعجال، أي تجرون على الاستعجال.