فاوردته عليك، فقال كلا، ما مثلك من اهتدى الى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرفني من
أين لك هذا؟ فقال أمرني به ابو محمدعليهالسلام ، فقال: الآن جئت به وما كان ليخرج مثل هذا الا من ذلك البيت، ثم انه دعا بالنار واحرق جميع ما ألفه، والروايات في هذه كثيرة، وفيما اثبتناه منها كفاية فيما نحوناه(١) ان شاء اللّه تعالى.
فصل في ذكر بعض كلامه عليه السلام
قال: لا تمار(٢) فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيجترئ عليك. وقال: من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون شرف المجلس. وقال: من الجهل الضحك من غير عجب. وقال: أورع الناس من وقف عند الشبهة، اعبد الناس من اقام على الفرائض، ازهد الناس من ترك الحرام اشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب. وقال: المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر. وقال: اذا نشطت القلوب فأودعوها واذا نفرت فودعوها(٣) . وقال: قلب الاحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه. وقال: لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض. وقال: ليس من الأدب اظهار الفرح عند المحزون. وقال: رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز. وقال: التواضع نعمة لا يحسد عليها. وقال: لا تكرم الرجل بما يشق عليه. وقال: من وعظ اخاه سراً فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه. وقال: ما اقبح بالمؤمن تكون له رغبة تذله. وقال: لو عقل اهل الدنيا خربت. وقال: ان للجود مقدارا فاذا زاد عليه فهو سرف، وللحزم مقداراً
____________________
(١) أي قصدناه.
(٢) من المراء وهو الجدال والنزاع.
(٣) يقول اذا كانت القلوب ذات نشاط فاصرفوها في طلب العلم واقبلوا بها الى العبادة واذا كانت غير نشيطة وذات كدورة فدعوها وذروها ولا تتكلفوا التعلم والعبادة.