5%

فقالوا له أنت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم(١) البال؟ فقال اصطنعت ستة اخلاط، وعجنتها واستعملتها فهي التي ابقتني على ما ترون، فقالوا صف لنا هذه الأخلاط لعلنا تنتفع بها عند البلوى، فقال نعم، اما الخلط الأول: فالثقة باللّه عز وجل، واما الثاني: فكل مقدَّر كائن، واما الثالث: فالصبر خير ما استعمله الممتحن، واما الرابع: فاذا لم اصبر فماذا اصنع؟ ولا اعين على نفسي بالجزع، واما الخامس: فقد تكون اشد مما انا فيه، واما السادس: فمن ساعة الى ساعة فرج، فبلغ ما قاله كسرى فاطلقه واعزه.

فصل في وفاة وإقرار المخالف والمؤالف بفضل ابي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام

قبض ابو محمدعليه‌السلام بسر من رأى يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول(٢) سنة ستين ومئتين في خلافة المعتمد، وهو ابن ثمان وعشرين سنة، ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه ابوهعليه‌السلام بسر من رأى.

قال شيخنا الطبرسي ذهب كثير من اصحابنا الى انه مضى مسموماً وكذلك ابوه وجده وجميع الأئمةعليهم‌السلام ، خرجوا من الدنيا بالشهادة، واسناده في ذلك، بما رُوِيَ عن الصادقعليه‌السلام ، ما منا الا مقتول او شهيد، واللّه اعلم بحقيقة ذلك.

اقول: وروي عن ابي محمد الحسن ابن امير المؤمنينعليه‌السلام انه قال عند وفاته لجنادة بن ابي امية: ما منا الا مسموم او مقتول.

____________________

(١) أي مرفه الحال: طيب العيش ومتسعه.

(٢) وقيل يوم الاحد. وقيل يوم الأربعاء، وعلى أي تقدير قيل انه توفي في غرة الربيع. والاصح ما ذكره المصنفرحمه‌الله .