11%

فليذكر مصيبته بي فانها من اعظم المصائب وانشأ امير المؤمنينعليه‌السلام :

الموت لا والدا يبقي ولا ولدا

هذا السبيل إلى ان لا ترى احدا

هذا النبي ولم يخلد لأمته

لو خلد اللّه خلقا قبله خلدا

للموت فينا سهام غير خاطئة

من فاته اليوم سهم لم يفته غدا

فصل في غسله صلى اللّه عليه وآله

فلما اراد امير المؤمنينعليه‌السلام غسل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استدعى الفضل بن العباس فأمره ان يناوله الماء لغسله بعد ان عصب(١) عينيه ثم شق قميصه من قبل جيبه حتى بلغ به الى سرته وتولى غسله وتحنيطه والفضل يعاطيه الماء ويعينه عليه والملائكة كانت اعوانه ايضاً فغسل في قميصه.

روى الشيخ في التهذيب عن الحرث بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده قال: قبض رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فستر بثوب، ورسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلف الثوب وعليعليه‌السلام عند طرف ثوبه قد وضع خديه على راحته والريح يضرب طرف الثوب على وجه عليعليه‌السلام قال: والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون(٢) ويبكون واذا(٣) سمعنا صوتاً في البيت ان نبيكم طاهر مطهر فادفنوه ولا تغسلوه قال فرأيت علياًعليه‌السلام حين رفع راسه فزعاً فقال: اخسأ عدو اللّه فانه أمرني بغسله وكفنه ودفنه وتلك سنة قالعليه‌السلام نادى مناد آخر غير تلك النغمة يا علي بن ابي طالب استر عورة نبيك ولا تنزع القميص.

____________________

(١) أي جعل على عينيه عصابة.

(٢) أي يبكون شديداً.

(٣) لفظة اذا فجائية.