فصل في قتل أمير المؤمنين عليه السلام
قبض سلام اللّه عليه ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان سنة اربعين، ضربه ابن ملجم الملعون بالسيف المسموم على رأسه في مسجد الكوفة، وقت التنوير(١) ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضين من الشهر فبقي يومين الى نحو الثلث الأول من الليل ثم قضى نحبه شهيداً ولقي ربه تعالى مظلوماً وله يومئذ ثلاث وستون سنة.
قال المسعودي في مروج الذهب في ذكر مقتله: وفي سنة اربعين اجتمع بمكة جماعة من الخوارج، فتذاكروا الناس وما هم فيه من الحرب والفتنة، وتعاهد ثلاثة منهم على قتل عليّعليهالسلام ومعاوية وعمرو بن العاص وتواعدوا واتفقوا على ان لا ينكص(٢) رجل منهم عن صاحبه الذي يتوجه اليه، حتي يقتله او يقتل دونه: وهم عبد الرحمن بن ملجم، (لعنه اللّه) وكان من تجيب(٣) . وكان عدادهم في مراد فنسب اليهم، وحجاج بن عبد اللّه الصريمي ولقبه البرك، وزادويه مولى بني العنبر، فقال ابن ملجم: أنا اقتل علياً وقال البرك: انا اقتل معاوية وقال زادويه انا أقتل عمرو بن العاص. واتَّعدوا ان يكون ذلك ليلة(٤) تسع عشرة من شهر رمضان، وقيل، ليلة احدى وعشرين، فخرج عبد الرحمن بن ملجم المرادي الى عليّعليهالسلام فلما قدم الكوفة اتى قطام بنت عمه وكان عليّعليهالسلام قتل اباها واخاها يوم النهروان وكانت أجمل أهل زمانها فخطبها،
____________________
(١) وقت التنوير أي وقت صيرورة الليل منوراً بالشفق.
(٢) أي يرجع.
(٣) قال الجوهري في الصحاح وتجوب قبيلة من حمير حلفاء المراد ومنهم ابن ملجم قال الكميت الا ان خير الناس بعد ثلاثة قتيل التجوبي الذي جاء من مصر وتجيب بطن من كندة انتهى ولصاحب القاموس هنا كلام لا يهمنا ايراده (منه).
(٤) كان في النسخة سبع عشرة والظاهر انه تصحيف تسع عشرة (منه).