وفي مدينة المعاجز قال ولم يبق ملك في السماء الا ونزل على رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم يعزيه بولده الحسينعليهالسلام ، ويخبرونه بثواب ما يعطى من الزلفى والأجر والثواب يوم القيامة ويخبرونه بما يعطى من الاجر زائره والباكي عليه والنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مع ذلك يبكي ويقول اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله، ولا تمتعه بما أمَّله في الدنيا، واصله(١) حر نارك في الآخره.
فصل في مواعظ مولانا الامام الحسين عليه السلام
في ذكر موعظة من كلامهعليهالسلام ، قالعليهالسلام : اوصيكم بتقوى اللّه واحذركم ايامه، وارفع لكم اعلامه، فكأنّ المخوف قد أفل بمهول وروده، ونكير حلوله، وبشع مذاقه، فاعتلق(٢) مهجكم وحال بين العمل وبينكم، فبادوا بصحة الاجسام، ومدة الاعمار، كأنكم نبعات(٣) طوارقه، فتنقلكم من ظهر الارض الى بطنها، ومن علوها الى أسفلها، ومن انسها(٤) الى وحشتها ومن روحها وضوئها الى ظلمتها، ومن سعتها الى ضيقها، حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم، ولا يجاب صريخ، أعاننا اللّه واياكم على اهوال ذلك اليوم ونجانا واياكم من عقابه، واوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه، عباد اللّه فلو كان ذلك قصر
____________________
(١) أي ادخله في النار واذقه منها.
(٢) أي احبها.
(٣) وطوارقه أي حوادثه والضمير يرجع الى المخوف (منه).
(٤) مقابل الوحشة.