فصل في استشهاد الامام الحسين وفضل زيارته عليه السلام
قال شيخنا المفيد رضي اللّه عنه في الارشاد: مضى الحسينعليهالسلام في يوم السبت العاشر من المحرم، سنة احدى وستين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه، قتيلاً مظلوماً، ظمآن صابراً، محتسباً على ما شرحناه، وسنه يومئذ ثمان وخمسون سنة، اقام منها مع جده رسول اللّه (صلى اللّه عليه واله وسلم) سبع سنين، ومع ابيه امير المؤمنينعليهالسلام سبعاً وثلاثين سنة، ومع اخيه الحسنعليهالسلام سبعاً واربعين سنة، وكانت مدة خلافته بعد اخيه احدى عشرة سنة، وكان يخضب بالحناء والكتم وقتُلعليهالسلام وقد نصل الخضاب من عارضيه، وقد جاءت روايات كثيرة، في فضل زيارتهعليهالسلام بل في وجوبها:
فرُويَ عن الصادق جعفر بن محمدعليهماالسلام ، انه قال: زيارة الحسين بن عليّعليهماالسلام واجبة على كل من يعتقده ويقر للحسينعليهالسلام بالامامة من اللّه عز وجل.
وقالعليهالسلام زيارة الحسينعليهالسلام تعدل مئة حجة مبرورة ومئة عمرة متقبَّلة.
وقال رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم من زار الحسين بعد موته فله الجنة والاخبار في هذا الباب كثيرة، انتهى.
وقال في المقنعة، وروى يونس بن ظبيان قال: قلت لابي عبد اللّهعليهالسلام ، جعلت فداك، إني كثيراً ما اذكر الحسينعليهالسلام فاي شيء اقول، قال: قل صلى اللّه عليك يا ابا عبد اللّه، تعيد ذلك ثلاثاً فان التسليم يصل الينا من قريب ومن بعيد.
وقال شيخنا الشهيد، قدس سره في الدروس، وثواب زيارته لا يحصى، حتى رُويَ ان زيارته فرض على كل مؤمن وان ترْكَها تركُ حقٍّ للّه تعالى ولرسوله وان تركَها عقوقُ رسول اللّه وانتقاص في الايمان والدين، وانه حق على الغني زيارته في السنة مرتين، والفقير في السنة مرة وان من أتى عليه حول ولم يات قبرَهُ نقص من عمره حول، وانها تطيل العمر، وأن أيام زيارته لا تعد من الاجل، وتفرج الهم وتمحص الذنوب(١) ولكل خطوة حجة مبرورة وله بزيارته اجر عتق الف نسمة(٢) وحمل على ألف فرس،
____________________
(١) أي تبعد الذنوب وتنقِّي منها.
(٢) أي ذي الروح والمراد به مطلق الرق.