17%

ينبع(١) ، وقيل بل ارسل حرم مروان وارسل معهم ابنه عبد اللّه بن علي الى الطائف.

وروي عن ابي عبد اللّهعليه‌السلام قال: كان بالمدينة رجل بطّال يضحك اهل المدينة من كلامه، فقال: يوماً لهم: قد اعياني هذا الرجل يعني عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، فما يضحكه مني شيء ولا بد من ان احتال في ان اضحكه، قال فمر علي بن الحسينعليه‌السلام ذات يوم ومعه موليان له فجاء ذلك البطَّال حتى انتزع رداءه من ظهره واتبعه الموليان فاسترجعا الرداء منه والقياه عليه وهو مخبت(٢) لا يرفع طرفه من الارض ثم قال لمولييه ما هذا فقالا له رجل بطّال يضحك اهل المدينة ويستطعم منهم بذلك، قال فقولا له يا ويحك ان للّه يوماً يخسر فيه البطّالون.

فصل في ذكر نبذ من كلامه عليه السلام

رُويَ عنهعليه‌السلام انه كان يقول: ان بين الليل والنهار روضة يرتعي في رياضها الابرار، ويتنعم في حدائقها المتّقون فادأبوا(٣) رحمكم اللّه في سهر هذا الليل، بتلاوة القرآن في صدره، وبالتضرع والاستغفار في آخره، واذا ورد النهار فاحسنوا قراه(٤) بترك التعرض لما يرديكم من محقّرات الذنوب، فانها مشرفة بكم على قباح العيوب، وكأن الرحلة قد أظلتكم وكأَن الحادي(٥) قد حدا بكم جعلنا اللّه واياكم ممن اغبطه فهمه ونفعه علمه.

____________________

(١) ينبع. بفتح اوله وضم الثالث حصن وقرية على يمين رضوى لمن كان منحدراً من اهل المدينة الى البحر وهي لبني الحسن بن عليعليه‌السلام وفيها عيون عذاب.

(٢) أي متخشع ومطمئن الى الأرض.

(٣) دأب في العمل جد واستمر عليه.

(٤) مصدر قرى الضيف: اضافه.

(٥) الحادي من يغني للابل والمراد هنا المنذر.