عليهم ، و تدعوهم إلى أمرك . و كانوا ستّة نفر ، فلمّا قدموا المدينة فأخبروا قومهم بالخبر ، فما دار حول إلاّ و فيها حديث النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلم . . . ١ .
« و ألّف به بين ذوي الأرحام » كالأوس و الخزرج ابني حارثة ، و يقال لهما :
ابني قيلة . نسبة إلى أمّهما .
« بعد العداوة الواغرة » أي : المتوقدة .
« في الصدور » قال شاعر :
دسّت رسولا بأنّ القوم ان قدروا
عليك يشفوا صدورا ذات توغير
٢ « و الضغائن » جمع الضغينة ، أي : الحقد .
« القادحة » أي : المشعلة .
« في القلوب » فكانت بين الأوس و الخزرج حروب كثيرة حصلت فيها قتلى كثيرة من الفريقين ، و كلّ منهما يجد في طلب ثاره ، فارتفع كلّ ذلك بسببه صلى اللّه عليه و آله و سلم ، قال تعالى : . . . و اذكروا نعمة اللّه عليهم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا . . . ٣ ، و قال سبحانه : و ألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ اللّه ألّف بينهم إنّه عزيز حكيم ٤ .
٢٤
من الخطبة ( ١٣١ ) منها :
أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ تَنَازُعٍ مِنَ اَلْأَلْسُنِ فَقَفَّى بِهِ اَلرُّسُلَ
ـــــــــــــــــ
( ١ ) المناقب لابن شهر آشوب ١ : ١٨١ .
( ٢ ) لسان العرب لابن منظور ٥ : ٢٨٦ مادة ( و غر ) ، و البيت منسوب إلى الفرزدق .
( ٣ ) آل عمران : ١٠٣ .
( ٤ ) الأنفال : ٦٣ .