60%

المقصد السابع

في التوسل

ولا ريب أنه من سنن المرسلين، وسيرة السلف الصالحين، ودلت عليه الأخبار والآثار.

نقل أن آدم لما إقترف الخطيئة، قال: يا ربي أسألك بحق محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما غفرت لي، فقال: يا آدم كيف عرفت، قال: لأنّك لمّا خلقتني نظرت إلى العرش، فوجدت مكتوباً فيه: (لا إله إلا الله، محمّد رسول الله)، فرأيت إسمه مقروناً مع إسمك، فعرفته أحب الخلق إليك. صححه الحاكم(١) .

وعن عثمان بن حنيف أن رجلاَ ضرير البصر أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: إدع الله أن يعافيني، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن شئت صبرت فهو خيرٌ لك، وإن شئت دعوت، قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ، ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة، يا محمد إني توجّهت بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم شفعه فيّ)(٢) .

وفيه دلالة على جواز الشفاعة في الدنيا، وعلى الأستغاثة، رواه الترمذي، والنسائي، وصححه البيهقي، وزاد: فقام وقد أبصر.

ونقل الطبراني عن عثمان بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان في حاجته، فكان لا يلتفت إليه، فشكا ذلك لابن حنيف، فقال له: إذهب وتوضأ وقل: … (وذكر نحو ما ذكر الضرير)، قال: فصنع ذلك، فجآء البواب، فأخذه وأدخله على (عثمان)، فأمسكه على (الطنفسة) وقضى حاجته(٣) .

وروي أنّه لمّا دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة بنت أسد، قال اللهم إنّي أسألك بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي… (إلى آخر الدعاء)(٤) .

وفي الصحيح عن أنس أن عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه كان إذا أقحط الناس إستسقى

____________________

(١) مستدرك الحاكم: ٢/٦١٥.

(٢) سنن الترمذي (كتاب الدعوات)، باب ١١٩، حديث ٣٥٧٨؛ وسنن ابن ماجه (كتاب اقامة الصلاة)، باب ١٨٩، حديث ١٣٨٥.

(٣) سنن ابن ماجه (كتاب اقامة الصلاة)، باب ١٨٩، حديث ١٣٨٥.

(٤) كنز العمال: ٦/١٨٩.