16%

الفصل الثاني

في توحيد الله سبحانه في الأفعال

إعلم أنّ من ضروريّات دين الإسلام ، والمُجمع عليه بين جميع الفرق المنتحلة لدين سيّد الأنام ، بل ومن أعظم أركان التوحيد : توحيد الله عزّ وجلّ في تدبير العالم ، كالخلق والرزق والإماتة والإحياء ، إلى غير ذلك ممّا يرجع إلى تدبير العالم ، كتسخير الكواكب ، وجعل الليل والنهار ، والظلم والأنوار ، وإجراء البحار ، وإنزال الأمطار ، وغير ذلك ممّا لا نحصيه ولا نحيط به.

وبالجملة :

لا كلام بين طوائف أهل الإسلام ، أنّ المدبِّر لهذا النظام ، هوالله الملك العلاّم ، وحده وحده.

وكيف يرتاب مسلم في ذلك؟! وهو يقرأ في كلّ يوم مراراً من الفرقان العظيم :( اللهُ الصَّمَدُ ) (٥٦) .

ويقرأ قوله عزّ من قائل :( وخلق كلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكلِّ شَيْءٍ عَليم ) (٥٧) .

__________________

(٥٦) سورة الإخلاص ١١٢ : ٢.

(٥٧) سورة الأنعام ٦ : ١٠١.