16%

وإن كان المراد أنّهم يدعون الله عزوجلّ لقضاء الحاجات ، ويدعون أولياءه ليكونوا شفعاء لديه سبحانه ، فاختلفت جهتا الدعوة ، فهذا حقّ وصدق ، ولا مانع منع أصلاً.

بل الوهّابيّة ما قدروا الله حقّ قدره إذ قالوا : لا ضرورة في استنجاح الحاجة عنده إلى شفيع! ولا حسن في ذلك ، ويرون ذلك أمراً مرغوباً مطلوباً بالنسبة إلى غيره سبحانه!

فإذا كان لهم حاجة إلى الناس ، يتوسّلون في نجاحها إلى المقرّبين لديهم ، ولا يرون في ذلك بأساً!

فما بال الله عزّ وجلّ يقصر به عمّا يصنع بعباده؟!

الجهة الثانية : إضافة الدعوة إلى الضرائح :

والحال أنّهم لا يدعون الضريح للشفاعة ، بل يدعون صاحب الضريح؛ لأنّه ذو مكان مكين عندالله وإن كان متوفّىً( ولا تحسبن الّذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون * فرحين بما آتيهُمُ الله ) (٧٢) .

وبالجملة :

فالتوسّل وطلب الشفاعة من أولياء الله أمر مرغوب فيه عقلاً وشرعاً ، وقد جرت سيرة المسلمين عليه قديماً وحديثاً.

* فعن أنس بن مالك ، أنّه قال : «جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله ، هلكت المواشي وتقطّعت

__________________

(٧٢) سورة آل عمران ٣ : ١٦٩ و ١٧٠.