16%

الفصل الثالث

في البناء على القبور

إعلم أنّ البناء على قبور الإنبياء والعباد المصطفين تعظيمٌ لشعائرالله ، وهو من تقوى القلوب ، ومن السنن الحسنة.

حيث إنّه احترامٌ لصاحب القبر ، وباعثٌ على زيارته ، وعلى عبادة الله عزّ وجلّ ـ بالصلاة والقراءة والذكر وغيرها ـ عنده ، وملجأٌ للزائرين والغرباء والمساكين والتالين والمصّلين.

بل هو إعلاء لشأن الدين.

* وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها »(٩٩) .

‎ وقد بني على مراقد الأنبياء قبل ظهور الإسلام وبعده ، فلم ينكره النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أحدٌ من الصحابة والخلفاء ، كالقباب المبنيّة على قبر دانيالعليه‌السلام في شوشتر(١٠٠) ، وهود وصالح ويونس وذي الكفلعليهم‌السلام ، والأنبياء في بيت المقدس وما يليها ، كالجبل الذي دفن فيه موسىعليه‌السلام ، وبلد الخليل مدفن سيّدنا إبراهيمعليه‌السلام .

__________________

(٩٩) ورد الحديث باختلاف يسير في : مسند أحمد ٤ / ٣٦١ ، سنن ابن ماجة ١ / ٧٤ ـ ٧٥ ح ٢٠٣ ـ ٢٠٨ باب من سنّ سنّة حسنة أو سيّئة ، مشكل الآثار ١ / ٩٤ و ٩٦ و ٤٨١.

(١٠٠) هي إحدى مدن مقاطعة خوزستان في إيران ، ومعرّبها : تستر؛ انظر معجم البلدان ٢ / ٢٩ (تستر).