16%

ابن مسلم عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام يقول : « ما بعث الله نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال : الإقرار له بالعبودية ، وخلع الانداد ، وأنَّ الله يقدّم ما يشاءَ ويؤخّر ما يشاء »(١) .

وقد اشتهر نفي هذه الحتمية وتلك عن أهل البيتعليهم‌السلام بصورة متواترة ، وعرف قولهم في نفي الحتمية السلوكية والتاريخية ب‍ ( الأمر بين الأمرين ) وعرف قولهم في رفض الحتمية الكونية ب‍ ( البداء ).

ومهما يكن من أمر فسوف ندخل بإذن الله تعالى في تفاصيل هذا البحث في ضوء القرآن الكريم في هذه الدراسة إن شاء الله تعالى.

الحتمية الأولى :

الحتمية الأولى تتعلق بسلوك الإنسان الفردي ، وبتاريخ الأمم والجماعات البشرية.

والنظريات الحتمية تعم هذا وذاك، أو تختص بالسلوك الفردي حيناً ، وبتاريخ الإنسان حيناً آخر.

وهذه النظريات تعتمد أحياناً الإيمان بالله أساساً ومصدراً للحتمية ، وهي النظريات الحتمية الإلهية.

وتعتمد أحياناً عوامل أُخرى أساساً ومصدراً للحتمية في السلوك الفردي وفي حركة التاريخ ، ويمكن تسمية هذه الطائفة من النظريات بنظريات الحتمية المادية.

__________________

(١) الكافي ١ : ١٤٧ / ٣ باب البداء ـ كتاب التوحيد.