25%

الرشوة معهم على نطاق واسع، وقد استجابوا له، وضمنوا له تسليم الإمام أسيراً متى شاء وأراد، أو اغتياله، وقد حفزته هذه العوامل لاستعجال الحرب وحسم الموقف من صالحه.

وزحف معاوية بجيوشه المتماسكة والمطيعة صوب العراق، ولما علم الامام الحسن بذلك جمع قوّاته المسلّحة، وأعلمهم بالأمر ودعاهم إلى الجهاد وردّ العدوان فوجموا وساد عليهم الذعر والخوف فلم يجبه أحد منهم فقد آثروا العافية، وسئموا من الحرب، ولما رأى تخاذلهم الزعيم الكبير عَديّ بن حاتم تميّز غيظاً وغضباً، واندفع بحماس بالغ نحوهم فجعل يؤنّبهم على هذا التخاذل، وأعلن استجابته المطلقة لدعوة الإمام، ودعم موقفه كلّ من الزعيم الشريف قيس بن سعد بن عبادة، ومعقل بن قيس الرياحي، وزياد بن صعصعة التميمي فأخذوا يلومونهم على هذا الموقف الذي ليس فيه شرف ولا إنصاف، ويبعثونهم إلى ساحات الجهاد.

وخرج الإمام الحسنعليه‌السلام من فوره لمقابلة معاوية، وسار معه أخلاط من الناس حتى انتهى إلى النخيلة فاستقام فيها حتى التحمت به فصائل من جيشه المتخاذل، ثم ارتحل حتى إنتهى إلى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثة أيام، ثم واصل سيره لا يلوي على شيء.

في المدائن:

وانتهى الإمام، ومعه بعض الفرق من جيشه إلى المدائن، فأقام بها، وقد أحاطت به المصاعب والأزمات فقد عانى من جيشه الممزّق والخائن ألواناً شاقّة وعسيرة من المحن والمشاكل، وابتلي بما لم يبتل به أحد من