8%

هند، فصدرت الأوامر منه بإعدامهم في ( مرج عذراء ) ونفّذ الجلاّدون فيهم حكم الإعدام فخرّت جثثهم الزواكي على الأرض وهي معطّرة بدم الشهادة والكرامة، تضيء للناس معالم الطريق نحو حياة حرّة كريمة لا سيادة فيها للظالمين والمستبدّين.

٢ ـ عمرو بن الحمق:

ومن شهداء الإسلام الخالدين عمرو بن الحمق الخزاعي الصحابي الجليل، كان أثيراً عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد دعا له بأن يمتّعه الله بشبابه، فاستجاب الله دعاءه فقد أخذ عمرو بعنق الثمانين عاماً ولم ترَ في كريمته شعرة بيضاء(١) .

وقد وعى عمرو القيم الإسلامية وآمن بها إيماناً عميقاً، وجاهد في سبيلها كأعظم ما يكون الجهاد، ولما ولي الجلاّد زياد بن أبيه على الكوفة من قبل أخيه اللاشرعي معاوية أوعز إلى مباحثه وجلاوزته بملاحقة عمرو ومطاردته لأنّه من أعلام شيعة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وفرّ عمرو مع زميله رفاعة بن شداد إلى الموصل، وقبل أن ينتهيا إليها كمنا في جبل ليستجمّا فيه، فشعرت بهما الشرطة المقيمة هناك، فارتابت منهما، فألقت القبض على عمرو، وفرّ صاحبه، وجاءت الشرطة بعمرو مخفوراً إلى عبد الرحمن الثقفي حاكم الموصل، فرفع أمره إلى معاوية، فأمر بطعنه تسع طعنات بمشاقص(٢) فبادرت الجلاوزة إلى طعنه، فمات في الطعنة الاُولى، واحتزّوا رأسه فأمر أن يطاف به في دمشق وهو أول رأس طيف به في

__________________

(١) الاصابة ٢: ٥٢٦.

(٢) المشاقص: جمع مفرده مشقص، النصل العريفي أو سهم فيه نصل عريض.