8%

الإسلام، ثم أمر به ابن هند أن يحمل إلى زوجته السيّدة آمنة بنت شريد، وكانت في سجنه، فلم تشعر إلاّ ورأس زوجها في حجرها فذعرت، وكادت أن تموت، ثم حملت إلى معاوية، وجرت بينها وبينه محاورة شديدة دلّت على مسخ معاوية وتجرّده من جميع القيم الإنسانية، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في كتابنا ( حياة الإمام الحسنعليه‌السلام ).

٣ ـ رشيد الهجري:

رشيد الهجري علم من أعلام الإسلام، وقطب من أقطاب الإيمان وقد أخلص كأشدّ ما يكون الإخلاص إلى وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد اعتقلته جلاوزة ابن زياد، وجاءت به مخفوراً إليه، فلما مثل عنده صاح به الباغي الأثيم:

« ما قال لك خليلك ـ يعني الامام عليّاً ـ إنّا فاعلون بك؟.. »

فأجابه بصدق وإيمان غير حافل به:

« تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني ».

فأراد الخبيث الدنس أن يكذّب الإمام فقال:

« أمّا والله لأكذبنّ حديثه خلّوا سبيله ».

فخلّت الجلاوزة سبيله لكنّه لم يلبث إلاّ قليلاً حتى ندم على ذلك فأمر بإحضاره فلمّا مثل عنده صاح به:

لا نجد شيئاً أصلح مما قال صاحبك: « إنّك لا تزال تبغي لنا سوءاً إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه ».

وبادرت الجلاوزة فقطعت يديه ورجليه، ولم يحفل هذا العملاق العظيم بما كان يعانيه من الآلام، وراح يذكر مساوئ بني أميّة وجورهم