8%

واستبان للجميع أنّه أحطّ حاكم ظهر في الشرق العربي والإسلامي.

إشاعة الظلم:

وأشاع معاوية الظلم والجور في جميع أنحاء العالم الإسلامي، فقد سلّط على المسلمين ولاة إرهابيين، قد نزعت الرحمة من قلوبهم فأسرفوا باقتراف الجرائم والإساءة إلى الناس، وكان من أشدّهم قسوة، وأكثرهم جرماً الإرهابي زياد بن أبيه فقد صبّ على العراق وابلاً من العذاب الأليم، فكان يسوق المتّهمين إلى ساحات الموت والإعدام من دون اجراء أي تحقيق معهم، فقد كان يحكم بالظنّة والتهمة، ـ كما أعلن ذلك في بعض خطبه ـ ولم يتحرّج من سفك الدماء بغير حقّ، ولم يتأثّم في نشر الرعب والخوف بين الناس، فكان كأخيه اللاشرعي معاوية قد انتهك جميع حرمات الله.

لقد عجّت البلاد الإسلامية من الظلم والجور، حتى قال القائل: ان نجا سعد فقد هلك سعيد، وكان من أشدّ الناس بلاءً وأعظمهم محنة شيعة أهل البيتعليهم‌السلام فقد أمعنت السلطة في ظلمهم، والاعتداء عليهم فزجّت الكثير منهم في ظلمات السجون وزنزانات التعذيب، وسلمت منهم الأعين، وأذاقتهم جميع صنوف التعذيب، لا لذنب اقترفوه وانّما لولائهم لأهل البيتعليهم‌السلام .

وقد شاهد أبو الفضلعليه‌السلام الصور المفجعة من الاضطهاد والتنكيل التي حلّت بشيعة أهل البيت، مما زاده ذلك إيماناً بضرورة الجهاد، والقيام بثورة ضدّ السلطة الأموية، لإنقاذ الأمة من محنتها، وإعادة الحياة الإسلامية بين المسلمين.