25%

هند الذي جهد في ظلمه، وصبّ عليه ألواناً قاسية من المحن والكوارث فسلب منه الخلافة، وتتبع شيعة أبيه قتلاً وسجناً، واسمعه سبّه، وسبّ أبيه وأخيراً سقاه السمّ فقطع أحشاءه.

تجهيزه:

وقام سيّد الشهداءصلى‌الله‌عليه‌وآله بتجهيز جثمان أخيه فغسّل جسده الطاهر، وحمله المشيّعون، وفي طليعتهم العلويون، وهم يذرفون أحرّ الدموع على فقيدهم العظيم، وجاءوا به إلى المرقد النبوي ليواروه بجواره.

فتنة الاُمويين:

ولما جيء بالجثمان المقدّس إلى قبر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ليوارى إلى جنبه ثار الأمويون وعلى رأسهم الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم، فرفعوا أصواتهم أمام المشيّعين « أيدفن الحسن بجوار جدّه، ويدفن عثمان بأقصى المدينة لا كان ذلك أبداً ». واشتدّوا كالكلاب نحو السيّدة عائشة، وقد عرفوا انحرافها عن أهل البيت فأثاروا حفيظتها قائلين:

« لئن دفن الحسن بجوار جدّه ليذهبنّ فخر أبيك، وصاحبه ».

فوثبت وهي مغيظة محنقة تشقّ الجماهير، وقد رفعت عقيرتها قائلة:

« لئن دفن الحسن بجوار جدّه ـ لتجز هذه ـ وأومأت إلى ناصيتها ».

والتفتت إلى المشيّعين قائلة:

« لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ».

وقد أعربت بذلك عن كوامن حقدها على آل البيتعليهم‌السلام ، ويتساءل