هند الذي جهد في ظلمه، وصبّ عليه ألواناً قاسية من المحن والكوارث فسلب منه الخلافة، وتتبع شيعة أبيه قتلاً وسجناً، واسمعه سبّه، وسبّ أبيه وأخيراً سقاه السمّ فقطع أحشاءه.
تجهيزه:
وقام سيّد الشهداءصلىاللهعليهوآله بتجهيز جثمان أخيه فغسّل جسده الطاهر، وحمله المشيّعون، وفي طليعتهم العلويون، وهم يذرفون أحرّ الدموع على فقيدهم العظيم، وجاءوا به إلى المرقد النبوي ليواروه بجواره.
ولما جيء بالجثمان المقدّس إلى قبر الرسولصلىاللهعليهوآله ليوارى إلى جنبه ثار الأمويون وعلى رأسهم الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم، فرفعوا أصواتهم أمام المشيّعين « أيدفن الحسن بجوار جدّه، ويدفن عثمان بأقصى المدينة لا كان ذلك أبداً ». واشتدّوا كالكلاب نحو السيّدة عائشة، وقد عرفوا انحرافها عن أهل البيت فأثاروا حفيظتها قائلين:
« لئن دفن الحسن بجوار جدّه ليذهبنّ فخر أبيك، وصاحبه ».
فوثبت وهي مغيظة محنقة تشقّ الجماهير، وقد رفعت عقيرتها قائلة:
« لئن دفن الحسن بجوار جدّه ـ لتجز هذه ـ وأومأت إلى ناصيتها ».
والتفتت إلى المشيّعين قائلة:
« لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ ».
وقد أعربت بذلك عن كوامن حقدها على آل البيتعليهمالسلام ، ويتساءل