والمعادية لأهدافهم، قام أبو الأحرار الإمام الحسينعليهالسلام بالإنكار على معاوية، وأخذ يعمل بشكل مكثف إلى فضح معاوية، ويدعو المسلمين إلى الانتفاضة والثورة على حكومته، ونقلت اجهزة الأمن والمباحث في يثرب إلى معاوية هذه النشاطات السياسية المناهضة لحكومته ففزع من ذلك أشدّ الفزع، ورفع إليه مذكّرة شديدة اللهجة يطلب فيها الكفّ عن معارضته، وهدّده باتخاذ الاجراءات القاسية ضدّه ان لم يستجب له، فأجابه أبو الأحرار بجواب شديد اللهجة وضعه فيه على طاولة التشريح، ونعى عليه سياسته الظالمة التي تفجّرت بكل ما خالف كتاب الله وسنّة نبيّه، وندّد بما اقترفه من ظلم تجاه الأحرار والمصلحين أمثال حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي، ورشيد الهجري، وغيرهم من أعلام الفكر في الوطن الإسلامي.
انّ جواب الإمام أبي الشهداء من ألمع الوثائق السياسية، فقد وضع الإمام فيها النقاط على الحروف، وعرض بصورة مفصّلة الأحداث الرهيبة التي جرت أيام حكومة معاوية، كما حدّد فيها موقفه المتّسم بالثورة على حكومة معاوية(١) .
وعقد الإمام أبو عبد الله الحسينعليهالسلام مؤتمراً سياسياً في مكّة المكرّمة حضره جمهور غفير من المهاجرين والأنصار والتابعين ممن شهدوا موسم الحج، فقام فيهم خطيباً، وتحدّث ببليغ بيانه عمّا ألمّ بهم وبشيعتهم من ضروب المحن والبلاء في عهد الطاغية معاوية، وقد روى سليم بن قيس
__________________
(١) نصّ الرسالة ذكرها ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ١ / ١٨٩ والكشي في رجاله.