8%

يرجون لله وقاراً، فخف مسرعاً نحو الإمام فقال له بغيظ:

« ما أقدمك إلى البيت الحرام؟.. ».

وكأن بيت الله العظيم ملك لبني أميّة، وليس هو لجميع المسلمين، فأجابه الإمام بثقة وهدوء:

« أنا عائذ بالله، وبهذا البيت ».

ورفع الطاغية بالوقت رسالة إلى سيّده يزيد بن معاوية أحاطه بها علماً بمجيء الامام إلى مكّة، واختلاف الناس إليه، والتفافهم حوله، وان ذلك يشكّل خطراً على حكومته، ففزع يزيد كأشدّ ما يكون الفزع حينما قرأ رسالة الأشدق فرفع في الوقت مذكّرة إلى ابن عباس يتهدّد فيها الحسين على تحرّكه، ويطلب منه التدخّل فوراً لإصلاح الأمر وحجب الحسين عن مناهضته، فأجابه ابن عبّاس برسالة، نصحه فيها بعدم التعرّض للحسين، وانه انّما هاجر إلى مكّة فراراً من السلطة المحلّية في يثرب التي لم ترع مكانته، ومقامه.

ومكث الإمامعليه‌السلام في مكّة، والناس تختلف إليه، وتدعوه إلى إعلان الثورة على الأمويين، وكانت مباحث الأمن تراقبه أشدّ ما تكون المراقبة، وتسجّل جميع تحرّكاته ونشاطاته السياسية، وما يدور بينه وبين الوافدين عليه، وتبعث بجميع ذلك إلى دمشق لاطلاع يزيد عليه.

تحرّك الشيعة في الكوفة:

وحينما أشيع هلاك معاوية في الكوفة أعلنت الشيعة أفراحها بموته وعقدوا مؤتمراً شعبياً في بيت أكبر زعمائهم، وهو سليمان بن صرد الخزاعي، واندفعوا إلى إعلان الخطب الحماسية فيها وقد عرضوا بصورة