8%

شاملة إلى ما عانوه من الاضطهاد والتنكيل، في أيّام معاوية، وأجمعوا على بيعة الإمام الحسين، ورفض بيعة يزيد، وأرسلوا في نفس الوقت وفداً منهم ليحثّ الإمام على القدوم إلى مصرهم لتشكيل حكومته ليعيد لهم الحياة الكريمة التي فقدوها في ظلال الحكم الأموي ويبسط في بلادهم الأمن والرخاء، وترجع بلدهم عاصمة للدولة الإسلامية كما كانت أيّام أبيه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان من بين ذلك الوفد عبد الله البجلي، وأخذ الوفد يسرع في سيره حتّى انتهى إلى مكّة، فعرض على الامام مطاليب أهل الكوفة، وألحّوا عليه بالاسراع إلى القدوم إليهم.

رسائل الكوفة:

ولم يكتف الكوفيون بالوفد الذي بعثوه إلى الإمام، وانّما عمدوا إلى إرسال آلاف الرسائل إليه أعربوا فيها عن عزمهم الجادّ على نصرته، والوقوف إلى جانبه، وانّهم يفدونه بأرواحهم وأموالهم، ويطلبون منه الإسراع إلى مصرهم ليشكّل فيه دولة القرآن والإسلام التي هي غاية آمالهم وحملوا الإمام المسؤولية أمام الله والتأريخ إن لم يستجب لدعوتهم.

ورأى الإمامعليه‌السلام أنّه قد قامت عليه الحجّة الشرعية، وان الواجب يحتّم عليه إجابتهم.

إيفاد مسلم إلى الكوفة:

ولمّا تتابعت الوفود والرسائل من أهل الكوفة على الإمام، وهي تحثّه على القدوم إليهم، لم يجد بُدّاً من إجابتهم، فأوفد إليهم ثقته وكبير أهل بيته، والمبرز من بينهم بالفضيلة وتقوى الله ابن عمّه مسلم بن عقيل،