25%

وعرفه بعض من كان خلفه فصاح بالجماهير:

« انّه ابن مرجانة، وربّ الكعبة ».

وكان ذلك الصاعقة على رؤوسهم فولّوا منهزمين إلى دورهم، وقد ملئت قلوبهم خوفاً ورعباً، وبادر الطاغية نحو القصر فاستولى على المال والسلاح، وأحاط به عملاء الأمويين أمثال عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، ومحمد بن الأشعث وغيرهم من وجوه الكوفة فجعلوا يحدثونه عن الثورة، ويعرفونه بأعضائها البارزين، ويضعون معه المخططات الرهيبة للقضاء عليها.

ولمّا أصبح الصبح جمع ابن مرجانة الناس في المسجد الأعظم، فأعلمهم بولايته على مصرهم، ومنّى أهل الطاعة بالصلة، وأهل المعصيّة بالعقاب الصارم ثم عمد إلى نشر الخوف والإرهاب بين الناس، وقد أمسك جماعة لم يجر معهم أي تحقيق فأمر بإعدامهم، وملأ السجون بالمعتقلين، واتخذ من ذلك وسيلة للسيطرة على البلاد.

ولمّا علم مسلم بقدوم ابن مرجانة، وما قام به من الأعمال الإرهابية تحوّل من دار المختار إلى دار الزعيم الكبير هانئ بن عروة، وهو سيّد الكوفة، وزعيمها المطاع، وقد عرف بالولاء والمودّة لأهل البيتعليهم‌السلام ، وقد استقبله هانئ بحفاوة وتكريم، ورحّب به كأعظم ما يكون الترحيب وفتح داره على مصراعيها لشيعة مسلم، واتخاذ القرارات لدعم الثورة، ومناهضة خصومها.

المخطّطات الرهيبة:

واتّخذ ابن مرجانة سلسلة من المخططات أدّت إلى نجاحه في الميادين السياسية، والتغلّب على الأحداث، فبعد أن كانت الكوفة تحت