8%

مع ابن مرجانة:

وادخل قمر عدنان على ابن مرجانة، فسلّم على الحاضرين، ولم يسلّم عليه، فأنكر عليه بعض صعاليك الكوفة قائلاً:

« هل تسلّم على الأمير؟ ».

فصاح به البطل العظيم محتقراً له ولأميره قائلاً:

« اسكت لا أمّ لك، والله ليس لي بأمير فأسلّم عليه »

وتميّز الطاغية غيظاً فراح يقول:

« لا عليك سلّمت أم لم تسلّم فانّك مقتول ».

إنّ بضاعة هذا الطاغية هي القتل والدمار، وهي محالاً تخيف الأحرار أمثال مسلم ممن صنعوا تأريخ هذه الأمة، وأقاموا كيانها الحضاري والفكري وجرت بين مسلم، وبين ابن مرجانة كثير من المحاورات أثبت فيها مسلم صلابته وقوّة عزيمته، وعدم انهياره أمام الطاغية، وأثبت بشجاعته أنّه من أفذاذ التأريخ.

إلى الرفيق الأعلى:

والتفت العتُلّ الزنيم ابن مرجانة إلى بكير بن حمران الذي ضربه مسلم فقال له: خذ مسلماً، واصعد به إلى أعلى القصر، واضرب عنقه بيدك ليكون ذلك أشفى لصدرك، واستقبل مسلم الموت بثغر باسم، فقد بقي رابط الجأش، قويّ العزيمة، مطمئنّ النفس، فصعد به إلى أعلى القصر، وهو يسبّح الله، ويقدّسه، ويدعو على السفكة المجرمين وأشرف به الجلاّد على موضع الحذائين فضرب عنقه، ورمى بجسده ورأسه إلى الأرض،