8%

وهكذا انتهت حياة هذا البطل العظيم الذي استشهد دفاعاً عن حقوق المظلومين، والمضطهدين، ودفاعاً عن كرامة الإنسان، وقضاياه المصيرية، وهو أوّل شهيد من الأسره النبوية يقتل علناً أمام المسلمين، ولم يهبوا لإنقاذه والدفاع عنه.

إعدام هانئ:

وأمر سليل الغدر والخيانة بعد قتل مسلم، بإعدام الزعيم الكبير، والعضو البارز في الثورة هانئ بن عروة، فأخرج من السجن، وهو يصيح أمام أسرته التي هي كالحشرات قائلاً:

« وامذحجاه ».

« واعشيرتاه ».

ولو كان عند أسرته صبابة من الغيرة والحمية لهبّت لإنقاذ زعيمها العظيم الذي كان لها كالأب، والذي قدّم لها جميع الخدمات، ولكنها كبقيّة قبائل الكوفة قد طلّقت المعروف ثلاثاً، ولا عهد لها بالشرف والكرامة.

وجيء بهانئ إلى ساحة يباع فيها الأغنام، فنفّذ الجلاّدون فيه حكم الإعدام، فهوى إلى الأرض يتخبّط بدم الشهادة لقد استشهد هانئ دون مبادئه وعقيدته، وقد انطوت بشهادته أروع صفحة من صفحات البطولة والجهاد في الإسلام.

السحل في الشوارع:

وقام عملاء ابن زياد وعبيدة من الانتهازيين والغوغاء فسحلوا جثّة مسلم وهانئ في الشوارع والأزقة، وذلك لإخافة العامة وشيوع الإرهاب بين