في كربلاء
وكان ركب الإمام في كربلاء فأصرّ عليه الحرّ أن ينزل فيها، ولم يجد الإمام بُدّاً من النزول فالتفت إلى أصحابه قائلاً:
«ما اسم هذا المكان ؟ ».
«كربلاء ».
وفاضت عيناه بالدموع، وراح يقول:
«اللهمّ إنّي أعوذ بك من الكرب والبلاء ».
وأيقن الإمام بنزول الرزء القاصم، فالتفت إلى أصحابه ينعي إليهم نفسه ونفوسهم قائلاً:
«هذا موضع كرب وبلاء، ها هنا مناخ ركابنا، ومحطّ رحالنا، وسفك دمائنا ».
وسارع أبو الفضل العباس مع الفتية من أهل البيتعليهمالسلام ، وسائر الأصحاب الممجدين إلى نصب الخيام لعقائل الوحي، ومخدرات النبوة، وقد خيّم عليهنّ الرعب، وأيقن بمواجهة الأحداث الرهيبة على صعيد هذه الأرض.
ورفع الإمام الممتحن يديه بالدعاء إلى الله شاكياً إليه ما ألمّ به من عظيم المحن والخطوب قائلاً:
«اللهمّ انّا عترة نبيّك محمد صلىاللهعليهوآله قد أخرجنا، وطردنا، وأزعجنا عن حرم جدّنا وتعدّت بنو أميّة علينا، اللهمّ فخذ لنا بحقّنا، وانصرنا على القوم الظالمين ».