8%

عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن برمح، ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله لا نفعل، ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا نقاتل معك، حتى نرد موردك، فقبّح الله العيش بعدك »(١) .

لقد صمّموا على حماية الإمام العظيم، والدفاع عن أهدافه ومبادئه، واختاروا الموت تحت ظلال الأسنّة على الحياة التي لا هدف فيها.

جواب أصحابه:

أمّا أصحاب الإمامعليه‌السلام فهم أحرار هذه الدنيا، وقد اندفعوا يعلنون للإمامعليه‌السلام الفداء والتضحية دفعاً عن المبادئ المقدّسة التي ناضل من أجلها الإمام، وقد انبرى مسلم بن عوسجة فخاطب الإمام قائلاً:

« أنحن نخلّي عنك، وبماذا نعتذر إلى الله في اداء حقّك، أما والله لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك ».

لقد عبّرت هذه الكلمات عن عميق إيمانه بريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وانّه سيذبّ عنه حتى النفس الأخير من حياته.

وانبرى بطل آخر من أصحاب الإمام وهو سعيد بن عبد الله الحنفي فخاطب الإمام قائلاً:

« والله لا نخلّيك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيك، أما والله لو علمت أنّي أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق، ثم أذرى يفعل بي ذلك

__________________

(١) تأريخ الطبري ٦: ٢٣٨.