25%

آثار البطولة والشجاعة، ووصفه الرواة بأنه كان وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهم(١) ورجلاه يخطان في الأرض(٢) .

تعويذ أمّ البنين له:

واستوعب حب العباس قلب أمّه الزكّية، فكان عندها أعزّ من الحياة، وكانت تخاف عليه، وتخشى من أعين الحسّاد من أن تصيبه بأذى أو مكروه، وكانت تعوذه بالله، وتقول هذه الأبيات:

أعيـذه بالواحد

من عين كلّ حاسد

قائمهم والقاعد

سلمهم والجاحد

صادرهم والوارد

ولدهم والوالد(٣)

مع أبيه:

كان الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يرعى ولده أبا الفضل في طفولته، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا، وقد توسّم فيه أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيسجّل للمسلمين صفحات مشرقة من العزّة والكرامة.

كان الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يوسع العباس تقبيلاً، وقد احتلّ عواطفه وقلبه، ويقول المؤرّخون: إنّه أجلسه في حجره فشمّر العبّاس عن

__________________

(١) الفرس المطهم: هو السمين الفاحش في السمن كما في القاموس وفي المنجد أنه التام الحسن.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٥٦.

(٣) المنمق في أخبار قريش: ٤٣٧.