8%

ساعديه، فجعل الإمام يقبّلهما، وهو غارق في البكاء، فبهرت أمّ البنين، وراحت تقول للإمام:

« ما يبكيك؟ »

فأجابها الإمام بصوت خافت حزين النبرات:

« نظرت إلى هذين الكفّين، وتذكّرت ما يجري عليهما »

وسارعت أمّ البنين بلهفة قائلة:

« ماذا يجري عليهما » ..

فأجابها الإمام بنبرات مليئة بالأسى والحزن قائلاً:

« إنّهما يقطعان من الزند »

وكانت هذه الكلمات كصاعقة على أمّ البنين، فقد ذاب قلبها، وسارعت وهي مذهولة قائلة:

« لماذا يقطعان » ..

وأخبرها الإمامعليه‌السلام بأنّهما انّما يقطعان في نصرة الإسلام والذبّ عن أخيه حامي شريعة الله ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأجهشت أمّ البنين في البكاء، وشاركنها من كان معها من النساء لوعتها وحزنها(١) .

وخلدت أمّ البنين إلى الصبر، وحمدت الله تعالى في أن يكون ولدها فداءً لسبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وريحانته.

نشأته:

نشأ أبو الفضل العبّاسعليه‌السلام نشأة صالحة كريمة، قلّما يظفر بها إنسان

__________________

(١) قمر بني هاشم ١: ١٩.