بقيادة أخيه أبي الأحرار في وجه الطاغية السفّاك، وتحققت بثورتهم كلمة الله العليا في نصر الإسلام وإنزال الهزيمة الساحقة بأعدائه وخصومه.
ويستمرّ الإمام الصادقعليهالسلام في زيارته لعمّه العباس فيسجّل ما يحمله من إكبار وتعظيم، فيقول:
«أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة، وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً، وأفضلها غرفاً، ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين، والصديقين والشهداء، والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً.
أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل، وانّك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتدياً بالصالحين، ومتبعاً للنبيّين، فجمع الله بيننا، وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين، فانّه أرحم الراحمين .. »(١) .
ويلمس في هذه البنود الأخيرة من الزيارة مدى أهميّة العبّاس، وسموّ مكانته عند إمام الهدي الإمام الصادقعليهالسلام ، وذلك لما قام به هذا البطل العظيم من خالص النصيحة، وعظيم التضحيّه لريحانة رسول اللهصلىاللهعليهوآله الإمام الحسينعليهالسلام ، كما دعا الإمام له ببلوغ المنزلة السامية عند الله التي لا ينالها إلاّ الأنبياء، واوصيائهم، ومن أمتحن الله قلبه للإيمان.
وأدلى الإمام المصلح العظيم بقيّة الله في الأرض قائم آل محمدصلىاللهعليهوآله
__________________
(١) مفاتيح الجنان للقمّي وغيره من كتب الزيارات والأدعية.