عامة الجيش، فزلزلت الأرض تحت أقدامهم وخيّم عليهم الموت، وراحوا يمنّونه بإعطاء القيادة العامة إن تخلّى عن مساندة أخيه، فهزأ منهم العبّاس، وزاده ذلك تصلّباً في الدفاع عن عقيدته ومبادئه.
ان شجاعة أبي الفضلعليهالسلام ، وما أبداه من البسالة يوم الطفّ لم تكن من أجل مغنم مادي من هذه الحياة، وانّما كانت دفاعاً عن أقدس المبادئ الماثلة في نهضة أخيه سيّد الشهداء المدافع الأوّل عن حقوق المظلومين والمضطهدين.
وبهر شعراء الإسلام بشجاعة أبي الفضل، وقوّة بأسه وما ألحقه بالجيش الأموي من الهزيمة الساحقة، وفيما يلي بعض الشعراء الذين هاموا بشخصيته.
١ ـ السيّد جعفر الحلّي:
ووصف الشاعر العلوي السيّد جعفر الحلّي في رائعته ما مُني به الجيش الأموي من الرعب والفزع من أبي الفضلعليهالسلام يقول:
وقع العذاب على جيوش أميّة | من باسل هو في الوقائع معلم | |
ما راعهم إلاّ تقحم ضيغم | غيران يعجم لفظه ويدمدم | |
عبست وجوه القوم خوف الموت | والعبّاس فيهم ضاحك يتبسّم | |
قلب اليمين على الشمال وغاص في | الأوساط يحصد للرؤوس ويحطم | |
ما كرّ ذو بأس له متقدماً | إلاّ وفرّ ورأسه المتقدّم | |
صبغ الخيول برمحه حتى غدا | سيان أشقر لونها والأدهم |