25%

رقعة سلطانه، ونفخ فيه روح الطموح، وقد ظلّ يعمل في ولايته على الشام عمل من يريد الملك والسلطان، فكان يقرّب الوجوه والزعماء، ويغدق عليهم بالهبات والأموال، ويشتري الذمم والعواطف، ويركّز ولاءه في قلوب الغوغاء.

ومهّدت عائشة في ثورتها على حكم الإمام الطريق لمعاوية لإعلانه العصيان المسلّح على حكومة الامام التي هي أشرف حكومة ظهرت في الشرق العربي على امتداد التأريخ، وقد تذرّع بها معاوية الذئب الجاهلي لحرب الإمام، واتخذ من دم عثمان وسيلة لإغراء الغوغاء واتّهم الإمام بأنّه المسؤول عن المطالبة بدمه، وفي نفس الوقت أوعز إلى أجهزة الإعلام أن تندب عثمان، وتظهر براءته مما اقترفه في تصرّفاته الاقتصادية والسياسية التي تتجافى مع أحكام الإسلام.

وتسلّح معاوية بكبار الدبلوماسيين، ومهرة السياسة في العالم العربي أمثال المغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، وأمثالهما ممن كانت لهم الدراية الوثيقة في أحوال المجتمع، فكانوا يضعون له المخططات الرهيبة للتغلّب على الأحداث.

إعلان الحرب:

ورفض معاوية رسمياً بيعة الإمام، وأعلن عليه الحرب، وهو يعلم أنّه انّما يحارب أخا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيّه وباب مدينة علمه، ومن كان منه بمنزلة هارون من موسى، لقد أعلن عليه الحرب كما أعلن أبوه أبو سفيان الحرب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وتشكّل الجيش الذي زحف به معاوية لمحاربة الإمامعليه‌السلام من