العدالة الاجتماعية على واقع الحياة العامة بين المسلمين وقد تنكّرت له وحاربته القوى الباغية على الإسلام، والحاقدة على الإصلاح الاجتماعي.
لقد وعى العبّاس الأهداف المشرقة التي كان ينشدها أبوه فآمن بها، وجاهد في سبيلها، وقد انطلق مع أخيه سيّد الشهداء إلى ساحات الشرف والجهاد من أجل أن يعيدا للمسلمين سيرة أبيهما الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام ومنهجه المشرق في عالم السياسة والحكم.
وتسلّم الإمام الحسنعليهالسلام قيادة الدولة الاسلامية بعد وفاة أبيه، وكانت الأوضاع الاجتماعية والسياسية، كلها في غير صالحه، فالأكثرية الساحقة من الرؤساء والقادة العسكريين كانت اتجاهاتهم وميولهم سرّاً وعلانية مع معاوية، فقد غزاهم بذهبه، واسترقهم بأمواله، كما انتشرت بين كتائب جيشه فكرة الخوارج التي كانت سوسة تنخر في معسكره، وتعلن عدم شرعية خلافته، وخلافة أبيه من قبل، ومن ثمّ كان إقبال الجماهير على مبايعته فاتراً جدّاً، وكذلك لم تندفع القوات المسلّحة بحماس إلى بيعته، وإنّما كانت مرغمة على ذلك، الأمر الذي أوجب تريّب الإمام الحسن منهم، ويرى المراقبون للأوضاع السياسية في جيش الإمام انّه قد ماج في الفتنة وارتطم في الشقاء، وان خطره على الإمام كان أعظم من خطر معاوية وانّه لا يصلح بأي حال من الأحوال لأن يخوض الامام به أي ميدان من ميادين الحرب.
وعلى أي حال فان الإمام قد تسلّم قيادة الدولة، وقد منيت بالانحلال والضعف، وشيوع الفتن والاضطراب فيها، وان من العسير جدّاً السيطرة