على الأوضاع الاجتماعية، وإخضاع البلاد إلى عسكره. اللهم إلاّ بسلوك أمرين:
الأوّل: ـ إشاعة الأحكام العرفيّة في البلاد، ومصادرة الحريات العامة، ونشر الخوف والارهاب، وأخذ الناس بالظنّة والتهمة، وهذا ما يسلكه عشّاق الملك والسلطان حينما يمنون بمثل هذه الأزمات في شِعوبهم.
أمّا أئمّه أهل البيت: فانهم لا يرون مشروعية هذه السياسة، وان أدّت إلى الانتصار، ويرون ضرورة توفير الحياة الحرّة الكريمة للشعب، واقصاء الوسائل الملتوية عنه.
الثاني: ـ تقديم الطبقة الرأسمالية وذوي النفوذ على فئات الشعب، ومنحهم الأموال والامتيازات الخاصة، والوظائف المهمة ولو فعل ذلك الإمام الحسن لاستقرّت له الأمور، وما مُني جيشه بالتمرّد والانحلال، إلاّ أنّه ابتعد عن ذلك ابتعاداً مطلقاً لأنّه لا تبيحه شريعة الله.
لقد كان منهج الإمام الحسن في سياسته واضحاً لا لبس فيه ولا غموض وهو التمسّك بالحقّ، وعدم السلوك في المنعطفات، واجتناب الطرق الملتوية، وان أدّت إلى الظفر والنصر.
وبادر معاوية إلى إعلان الحرب على سبط رسول اللهصلىاللهعليهوآله لأنّه على علم بما مُني به جيش الإمام من الانحلال والخيانة فأغلب قادة الفرق، وضبّاط الجيش، وسائر المراتب قد رشاهم معاوية بذهبه وأمواله، ومنّاهم بالوظائف العالية، كما كاتب بعضهم بأن يزوجه بإحدى بناته، فقد استعمل