9%

والمهم منها هو الجهة الرابعة والخامسة، إذ بهما يتميّز الموَمن عن الكافر، يتميّز كل من ينضوي تحت راية الاِيمان عمّن يُقصى منها، وإليك البحث في الاَُمور أعلاه:

الجهة الاَُولى: الاِيمان لغة واصطلاحاً

١ ـ قال الخليل: الاَمن: ضدّ الخوف، والفعل منه أمن يأمن أمناً، والاِيمان: التصديق نفسه، وقوله تعالى:( وَما أنْتَ بِمُوَمنٍ لَنا ) بمصدِّق لنا(١)

قال ابن فارس: "أمن" له أصلان: أحدهما الاَمانة التي هي ضدّ الخيانة، والآخر التصديق. والمعنيان متدانيان(٢)

وقال ابن الاَثير: في أسماء الله تعالى: "الموَمن" هوالذي يَصدُق عباده وعده، فهو من الاِيمان: التصديق، أو يوَمّنهم في القيامة من عذابه، فهو من الاَمان، والاَمن ضدّ الخوف(٣)

ويظهر من ابن منظور أنّ له استعمالات مختلفة:

١ ـ الاَمن ضدّ الخوف. ٢ ـ الاَمانة ضد الخيانة. ٣ ـ الاِيمان ضد الكفر ٤ ـ الاِيمان: التصديق، ضدّه التكذيب يقال: آمن به قوم، وكذَّب به قوم. فأمّا آمنته المتعدي فهو ضدّ أخفته. وفي التنزيل العزيز:( آمنهم من خوف ) (٤)

____________

(١) ترتيب العين: ٥٦.

(٢) المقاييس: ١|١٣٣.

(٣) النهاية: ١|٦٩.

(٤) لسان العرب: ١٣|٢١.