السؤال الرابع والثلاثون
هل الاعتقاد بقدرة أولياء الله الغيبيّة توجب الشرك ؟
الجواب:
من الواضح أنّ كلّ إنسان حينما يطلب شيئاً من آخر فهو يعتقد أنّه قادر على الإتيان به، وهذه القدرة على نوعين:
أ - أن تكون قدرته على الإتيان بالشيء قدرة مادّية ; نظير طلبنا من شخص الإتيان بقدح من الماء.
ب - أن تكون قدرته على الإتيان بالشيء قدرة غيبيّة وخارجة عن نطاق المادّة ; نظير اعتقادنا بأنّ عبداً مخلصاً لله كعيسى بن مريم له القدرة على علاج ما يعجز عنه الأطبّاء، فبِنَفَسه المبارك يداوي المرضى.
فمن الواضح أنّ هذه القدرة الغيبيّة التي نعتقد بها إذا كانت معتمدة على قدرة الله سبحانه وإرادته فلا تنافي التوحيد بل هي نظير الاعتقاد بالقدرة المادّية، فكلاهما موهبة من الله سبحانه، فكما أعطى سبحانه الناس هذه القدرة المادّية، كذلك أعطى هذه القدرة الغيبيّة لبعض عباده المخلصين.
ولتوضيح الجواب نقول: الاعتقاد بالقدرة الغيبيّة لأولياء الله سبحانه يمكن أن تتصوّر على نحوين:
أ - الاعتقاد بالقدرة الغيبيّة لشخص مع اعتقاد استقلاله في القدرة، بحيث ننسب الفعل الإلهي إليه مستقلاًّ.