10%

السؤال الخامس والثلاثون

لماذا تقولون أنّ مقام الإمامة أرفع من مقام النبوّة ؟

الجواب:

للإجابة على هذا السؤال لابدّ من بيان المعنى الدقيق للعناوين التالية لورودها في القرآن الكريم والروايات الشريفة: «النبوّة»، «الرسالة»، «الإمامة»، ليتضح سبب رفعة مقام الإمامة على النبوة والرسالة.

١- مقام النبوّة

لفظ «النبيّ» مشتقّ من مادّة «نبأ»(١) ، والنبأ هو الخبر المهمّ، وعليه فمعنى «النبيّ» هو الحامل للخبر المهم أو المخبر به. ويطلق النبيّ في الاصطلاح القرآني على الإنسان الذي يتلقّى الوحي عن الله عزّوجلّ، فيخبر الناس عن الله من دون واسطة اُخرى من البشر، ولهذا فقد عرّف العلماء النبيّ بما يلي:

«هو الذي يؤدّي عن الله تعالى بلا واسطة من البشر»(٢)

فعلى هذا الأساس تكون وظيفة النبيّ مشخّصة ومحدّدة في هذا الإطار ; وهو تلقّي الوحي من السماء، وإبلاغ الناس ما اُوحي إليه، ولهذا فإن القرآن الكريم يقول في هذا المضمار:

( فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ ) .

____________________

(١) قال الجوهري: النَبِيءُ: المُخْبِر عن اللّه عزّوجلّ، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِل. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ ; الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن الله ; أَي أَخْبَرَ. قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه (لسان العرب: ١ / ١٦٢ / نبأ).

(٢) التبيان للشيخ الطوسي، ج ٤، ص ٤٧٤. النكت الإعتقادية للشيخ المفيد، ص ٣٤. روضة الواعظين، ص ٤٩.