10%

السؤال الثاني عشر

هل طلب الشفاعة من الشفعاء شركٌ بالله ؟

توضيحه: قد يقال: إنّ الشفاعة من شؤون الباري جلّ وعلا المخصوصة به، لقوله عزّ اسمه:

( قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعًا ) (١) .

وعليه فالشفاعة طلبٌ لما هو مخصوص بالباري من غيره سبحانه وهم عبيده، والطلب الذي يتّسم بهذه السمة نوع عبادة لغير الله، وهو ينافي التوحيد في العبادة لله سبحانه وتعالى.

الجواب:

المقصود من الشرك هنا ليس هو الشرك في الذات، ولا الشرك في الخلق، ولا الشرك في التدبير، وإنما المقصود هو الشرك في العبادة. وعليه فبيان الجواب يعتمد على تفسير وفهم معنى العبادة بالدقّة.

ثم إنّ تفسير العبادة لا يرجع إلينا، كي نعتبر الخضوع لكلّ مخلوق أو الطلب منه عبادة.

هذا، والقرآن الكريم يصرّح بأنّ الملائكة سجدت لآدم، قال تعالى:

( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) (٢) .

____________________

(١) الزمر: ٤٤.

(٢) الحجر: ٢٩ - ٣٠.