السؤال الثالث عشر
هل الاستعانة بغير الله شرك ؟
الجواب:
جميع الناس وجميع الأشياء - في النظرة الاسلامية وبنظر العقل - محتاجة إلى الله في تأثيرها كحاجته إليه عند بدء الخلقة، يقول الباري في محكم كتابه:
( يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللّهِ وَ اللّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) (١) .
وقال في موضع آخر:
( وَ مَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) (٢) .
وعلى هذا الأساس نكرر الآية التالية في كلّ صلاة:
( إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ ) (٣) .
ولإيضاح الجواب عن السؤال المذكور نقول: الاستعانة بغير الله لها صورتان:
١- أن نستعين بغير الله مع اعتقاد أنّه مستقلّ عن الباري في أفعاله وغنيّ عنه في إعانته. فهذا الشكل من الاستعانة لا ريب في أنّه شرك بالله سبحانه، والقرآن الكريم يصف هذا النوع من التصور بفقدانه للأساس وبعده عن الصواب، حيث يقول:
( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيرًا ) (٤) .
____________________
(١) فاطر: ١٥.
(٢) آل عمران: ١٢٦.
(٣) الفاتحة: ٥.
(٤) الأحزاب: ١٧.