10%

السؤال الرابع عشر

هل دعاء ونداء الآخرين من الشرك بالله ؟

الذي أثار هذا التساؤل هو ظاهر بعض الآيات والروايات الناهية عن ذلك، كقوله تعالى:

( وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللّهِ أَحَدًا ) (١) .

وقوله تعالى:

( وَ لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللّهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَ لا يَضُرُّكَ ) (٢) .

حيث تمسكت طائفة من الناس بظاهر هذه الآيات وقالوا: إنّ نداء أولياء الله والصالحين - بعد رحيلهم عن هذه الدنيا - عبادة لهم وشرك بالله العظيم.

الجواب:

لإيضاح الجواب عن السؤال المذكور ينبغي بيان معنى اللفظتين: «الدعاء» و «العبادة»، فنقول: لا شكّ أنّ لفظ «الدعاء» في اللغة العربية بمعنى النداء والدعوة. ولفظ «العبادة» بمعنى الخضوع الخاص مقابل الإله. ومن هنا فلا يمكن عدّهما مترادفين وبمعنى واحد ; أي لا يمكن القول بأن كلّ نداء ودعاء عبادةٌ ; لأنّه:

١- استعملت مادة «دعو» في القرآن الكريم في موارد لا يمكن القول بأن المراد منها هو العبادة، نظير:

( قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهارًا ) (٣) .

____________________

(١) الجن: ١٨.

(٢) يونس: ١٠٦.

(٣) نوح: ٥.