السؤال الخامس عشر
ما هو البداء ولماذا تعتقدون به ؟
البداء لغة: هو الظهور والجلاء. وفي اصطلاح علماء الشيعة: تغيّر المسير الطبيعي لمصير الإنسان على أثر سلوكه وعمله الصالح.
والبداء من المسائل العقائديّة السامية في المذهب الشيعي، وهي مستوحاة من العقل والنقل. فالإنسان في الرؤية القرآنية ليس محدوداً ومقيداً بمصير معين، بل له الرجوع عن جادة الضلال وتغيير مصيره من الشقاء إلى السعادة، وستكون أعماله الصالحة سبباً لتغيير مصيره. ومن هنا يبين القرآن الكريم هذه الحقيقة كأصل ثابت وشامل، فيقول:
( إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْم حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) (١) .
وقال في موضع آخر:
( وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَ السَّماءِ وَ الاَرْضِ ) (٢) .
وقال في شأن النبيّ يونسعليهالسلام وتغيير مصيره:
( فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (٣) .
____________________
(١) الرعد: ١١.
(٢) الأعراف: ٩٦.
(٣) الصافات: ١٤٣ و ١٤٤.