12%

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما تكلم(١) على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا اله الا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والله لاستغفرن لـك ما لم أنه عنك. فأنزل الل ه:( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْـمُشْرِكِينَ ) . وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) .

وفي مرسلة الطبري(٢) : فنزلت:( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ ) الاية. ونزلت:( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) .

وأخرجه مسلم في صحيحه(٣) من طريق سعيد بن المسيب، وتبع الشيخين جل المفسرين لحسن ننهم بهما وبالصحيحين.

مواقع النظر في هذه الرواية:

١ - ان سعيدا الذي انفرد بنقل هذه الرواية كان ممن ينصب العداء لامير المؤمنين علي عليه السلام فلا يحتج بما يقوله أو يتقوله فيه وفي أبيه وفي آله وذويه، فان الوقيعة فيهم أشهى مأكلة له، قال ابن أبي الحديد في الشرح(٤) ( ١ / ٣٧٠ ): وكان سعيد بن المسيب منحرفا عنه عليه السلام، وجبهه عمر بن علي عليه السلام في وجهه بكلام شديد، روى عبد الرحمن بن الاسود عن أبي داود الهمداني قال: شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له سعيد: يابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما يفعل أخوتك وبنو أعمامك؟ فقال عمر: يابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجيء، فأشهدك؟ فقال سعيد: ما أحب أن تغضب

____________

(١) في المصدر: آخر ما كلمهم.

(٢) جامع البيان: مج ٧ / ج ١١ / ٤١.

(٣) صحيح مسلم: ١ / ٨٢ ح ٣٩ كتاب الإيمان.

(٤) شرح نهج البلاغة: ٤: ١٠١ الاصل ٥٦.