12%

حديث الضحضاح

الى هنا انتهي كل ما للقوم من نبل تقله كنانة الاحقاد، أو ذخيرة في علبة الضغائن رموا بها أبا طالب، وقد أتينا عليها فجعلناها هباء منثورا، ولم يبق لهم الا رواية الضحضاح، وما لاعداء أبي طالب حولها من مكاء وتصدية، وهي على مايلي:

أخرج البخاري ومسلم من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير، عن عبدالله بن الحارث قال: حدثنا العباس بن عبد المطلب أنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما أغنيت عن عمك فانه كان يحوطك ويغضب لك. قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الاسفل.

وفي لفظ آخر: قلت: يا رسول الله ان أبا طالب كان يحفظك وينصرك فهل نفعه ذلك؟ قال: نعم وجدته في غمرات من النار فأخرجته الى ضحضاح.

ومن حديث الليث حدثني ابن الهاد عن عبدالله بن خباب، عن أبي سعيد أنه سمع النبي صل عليه وآله وسلم ذكر أبو طالب عنده فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه.

وفي صحيح البخاري من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن الهاد نحوه، غير أن فيه تغلي منه أم دماغه.

راجع(١) صحيح البخاري في أبواب المناقب باب قصة أبي طالب (٦/٣٣، ٣٤ ) وفي كتاب الادب باب كنية المشرك (٩/٩٢ )، صحيح مسلم كتاب الايمان،

____________

(١) صحيح البخاري: ٣ / ١٤٠٨ ح ٣٦٧٠، ص ١٤٠٩ ح ٣٦٧٢ و ٥ / ٢٢٩٣ ح ٥٨٥٥، ص ٢٤٠٠ - ٢٤٠١ ح ٦١٩٦، صحيح مسلم: ١ / ٢٤٧ ح ٣٥٧ كتاب الإيمان، الطبقات الكبرى: ١ / ١٢٤، مسند أحمد: ١ / ٣٣٩ ح ١٧٦٦، ص ٣٤٠ ح ١٧٧١، عيون الأثر: ١ / ١٧٢، البداية والنهاية: ٣ / ١٥٤.